الثلاثاء، 14 يونيو 2011

الــــــرحيل

الرحـــــيل

كانتِ الرياحُ عاصفةً , ولونُ الشفق يلوح من وراء الجبال السوداء ينذر بالمغيب , وهمٌ بصدري يكاد يخنقني وأنا أرقبها من بعيدْ ..
- يا إلهي مالها تأخرت ؟
طال بي الإنتظار الطويل ولم تأتِ بعدْ ,آه ما أتعس الإنتظار حين نمضغ الصمت البليدْ .
- أين أنتِ يا حبيبة القلب فكلي شوقٌ وحنينٌ إليكِ ؟
- ..................................................
ما جاوبني سوى الصدى , والليل يتسلل إلى دمي وتنهشُ قلبي حياتُ القلق .
وفجأة ...
رأيتها ..
جاءت تمشي على إستحياء :
- معذرةً حبيبي لقد تأخرتْ .
خفق قلبي طرباً وأنا أتأمل حسنها البديع .. التقت نظراتنا للحظة .. تمنيتُ أن يتجمد فيها الدهر وتتوقف عقاربُ الساعة وتتعطل آلةُ الزمن .
- حبيبتي تأخرتِ كثيراً .
رمشتْ بأطراف عينيها إلى الأرض وهي تهمس بخفوت :
- لكني أتيتْ .
جلستُ بجوارها ثم أحتضنتُ أناملها الرقيقة في كفي حتى سرى نبضُ قلبها في جسدي , تبادلنا الإبتسام في صمت وتركنا الكلام للعيون .. آه ما أبلغ لغة العيون .
همستُ :
- أنتِ أجمل قصيدة ما نطقها شاعر .
احمرت وجنتاها خجلاً وقالت وهي تشيحُ بوجهها بعيداً عني والرياحُ تعبث بشعرها الفاحم وابتسامة خجلى تتراقص على شفتيها الجميلتين :
- صدقني وجودك هو الذي منحني السحر والجمال .
- أنتِ يا زهرةً نبتت في تربة قلبي ملكتِ إحساسي وعواطفي وكل جوارحي , أين أنتِ من زمان ؟ سئمتُ إنتظارك الطويل .. تعبتُ وأنا أفتشُ عنكِ وأبحثُ عنكِ كل حين .. سافرتُ الدقائق والثواني علني ألقاكِ .. تعبتُ من السفر والإغتراب .. فإلى متى هذا العذاب ؟ إلى متى هذا النحيب ؟ والعويلُ يجدولُ في قلبي والعيونْ .. ولا سبيل لي للوصول إليكِ ..
سوى الرحيل .

20 رمضان1422 هـ
 الموافق 05-12-2001 م





3 التعليقات:

Unknown يقول...

اشكرك على المسرحية انها جميلة جدا

Unknown يقول...

اشكرك على المسرحية انها جميلة جدا

Unknown يقول...

اشكرك على المسرحية انها جميلة جدا