موعد مع الجرح ..
هذه المرة لن أبوح ..
فما عاد آحاد الشكو يُرضي
ولا مئات البوح يُجدي
ولا آلآف الدمعات تُغني
ولا ملايين الزفرات تُشفي
هذه المرة لن أبوح ..
مثل كل مرة ... لن أنوح
وسأكتم بداخلي جرحي
سأدفنه في صدري
وسأوريه نبضي
وسأنفي حدائق جهري في صحراء سري
فدعوني هذه المرة في الهم وحدي
ولا تسألوني عن وجعي ..
كلما مرت الأيام وتناسيته عاد ليشتعل من جديد
ويصليني القهروالحديد ..
ويغرقني بالآلام والأحزان ..
يسألوني : لماذا أنت حزين ؟
وما يدرون أن الدمع في الأحداق سجين !
وأن القلب يحترق بالجرح والأنين !
لا أدري كيف أتخلص من هذا الهم ؟
لا أدري كيف ينزاح عني هذا الألم ؟
أمضي وحيداً ..
أقفل بابي ..
أبكي ..
أصرخ ..
أنتحب ..
أنزف ..
أحترق ..
أنصهر ..
أتفتت ..
أتلاشى ..
أصيرُ عَدَمَاً ..
لا ..
لا شيء يجدي ..
فبعض الجراحات لا تندمل ..
وبعض الطعنات لا تحتمل ..
وبعض الملفات لا تقتفل ..
صدفة لقيت جرحي ..
صافحته ..
عانقته ..
قبلته ..
رماني إلى وديان الألم ..
وألقاني إلى جبال الحمم ..
فكيف أُشفى مِنْ جرحي ؟
وكيف أحيا مِنْ قتلي ؟
وقد بات الجرح صديقاً لي ..
ورفيقاً لدربي ..
آآآهٍ مني !
ما أعظم شقوتي وما أكبر بؤسي ..
من يصادق الجرح غيري !!
قبلاً مشيتُ على الأرض ملكاً ..
بعداً طأطأت خطوي حتى الأرض ..
من كان يظن أن الشامخ في نفسي يُصلَب ؟
وأن بيوت العز في نفسي تُسْلَب ؟
لستُ متشائماً فالذي في قلبي ..
صعبٌ على النسيان ..
صعبٌ على الإبتسام ..
فوق إحتمالات البشر ..
وفوق إشتعالات القدر ..
يا لجرحي الأليم ..
يا لصوتي المخنوق بالدمع ..
يا لدمعي المشنوق بالعين ..
يا لعيني المصلوبة في رأسي ..
يا لرأسي المثقل بالأسى ..
يا لأساي الحزين ..
تساقطت مفاخري كأوراق خريف ..
واحترقت في الهمِّ نفسي ..
وانكسرت في الحزن كأسي ..
ما عدتُ أطيق هذه الأرض ..
ولا عاد رحباً لي هذا الفضاء ..
يا لفجري الذي أغتاله الليل وغشاه بالظُلَم ..
يا لعمري الذي تناثرت ضحكاته بين الحزن والألم ..
يا لأحلامي المسحوقة ..
يا لأمنياتي المقتولة ..
يا لذاتي المقهورة ..
ناديتُ عليَّ يا أنا ..
ما جاوبني غير الألم ..
حتى صدى الصوت في جوفي قد أنعدم ..
أنا ؟
لست أدري من أنا !
وكذا أجهل من هنا !
لحن البكا غطى الغنا
وطعم الشقا غَيَّب الهنا
أنام على الجرح ..
وأصحو عليه ..
أهرب منه ..
وامضي إليه ..
فـ يا جرحي سلِّم لي عليّ ..
الجمعة 22-04-2011 م
0 التعليقات:
إرسال تعليق