الثلاثاء، 14 يونيو 2011


عبثٌ أمضغُ الصمتَ الثقيل حين تلقي الكلمة بثقلها على لساني وتكبلها بقيود الأرض .. دوماً تشتعل النفس ببراكين الألم وتقذف بي حمم الحزن وتنهشني عقارب الأسى في حنايا هذا الجسد ..
أترنم بقصيدة حزينة لها وقع في النفس فتهتز الروح وتتناثر في هذا الفضاء وتتلاشى شيئاً فشيئاً .. وتتقاذفني الرياح أجزاءً صغيرةً صغيرة .. وتلوح أمامي صفحة السماء لكنها لم تعد هي لأني أراها الآن تسبح في ظلام الظلام فتسقط أجزائي مشوية على بساط الأرض المطوية فتضيق الأرض على أجزائي وتتطاير أجزاء أجزائي إلى الأعماق وتصير الروح .. بلا هدف .. بلا معنى .. بلا هوية .
وأعود من قصيدتي الحزينة ولكني أظِلُ الطريق فأصير إلى أرضٍ مجهولة .. وتتراءى أمامي الأشباح وأتعثر بالثعابين والأفاعي لأسقط في الأعماق المظلمة السحيقة وتضيق علي الأرض بما رحُبَتْ فأتحطم أجزاءً منثورة .. وأُمني النفس بالعودة وبعد طول عذاب وحرمانْ ..
تتراءى أمامي معالم شيء اسمها الحرية ويعود للنفس بعض صحوتها وأخوض غمار الهول وتتقاذفني الأمواج ..أستميتْ في مقاومتها وقد عاد للنفس بعض البريق ..
وحين قلتُ لنفسي : ها قد عُدْتُ بعد أن ضللتُ الطريق ..
أدركتُ فعلاً أنني قد عُدْتُ ..
ولكني لم أعُدْ عودة غريب ظل الطريق ..
عُدْتُ كما بدأتُ ..
قصيدة حزينة ..


28-10-1996 م






0 التعليقات: